اثر اسرائيل على اسعار زيت الزيتون الفلسطيني ؟

انتاج اسرائيل من زيت الزيتون لموسم 2022 كان 18 الف طن، وهذا قريب من احتياج اسرائيل. ومعدل او متوسط انتاجها السنوي يقارب 20 الف طن من زيت الزيتون سنويا ، مع ان اسرائيل تنتج كمية مرتفعة عن احتياجها لزيتوون المائدة .

وقد سمحت اسرائيل، عام 2022 باستيراد 6500 طن زيت زيتون قبل بداية الموسم بايام معدودة ….. وحول هذه القضية ممكن ان ننوه الى الامور التالية :

1- اسرائيل لم تكن بحاجة لهذه الكمية من زيت الزيتون .

2- تستورد الدولة احتياجها من اي مادة غذائية بعد نهاية الموسم، ووضوح كمية الانتاج وكم هي كمية الاحتياج للدولة من المادة المرغوب استيرادها . ومن ثم كمية العجز في المادة الغذائية وتحديد مواصفات المادة ومصدرها .

3- الكمية التي تم استيرادها قبل بداية الموسم كانت من حصاد عام 2021 ، لان حصاد عام 22 لم يكن قد بدأ بعد .

4- كان واضحا ان موسم الزيتون في فلسطين لعام 2022 هو موسم ماسي بامتياز وان هناك فائضا سيكون متوفرا في السوق الفلسطيني.

5- عند قيام اسرائيل باستيراد كمية زيت الزيتون، كان السوق الفلسطيني فارغا نهائيا من زيت الزيتون الفلسطيني المنشأ ، لان انتاج فلسطين لعام 2021 كان شلتوني، حوالي 17 الف طن زيت زيتون، عقب موسم شلتوني اخر لعام 2020 ، الانتاج به بلغ 14500 طن زيت زيتون … فكلا الموسمين مع بعض لم يصل الى انتاج فلسطين من عام 2022 الذي تجاوز 32 الف طن زيت زيتون . واذا علمنا ان احتياج السوق الفلسطيني سنويا من زيت الزيتون يجب ان لا يقل عن 23 الف طن ، لتغطية السوق المحلي والالتزامات الدولية ،سواءا لابنائنا في الخليج العربي الامانات، او ما يتم تصديره لدول العالم في الخمسة قارات .
هذا الكلام السابق جميعه، يعني ان وراء استيراد هذه الكمية من زيت الزيتون ، كانت هناك اهداف سياسية واقتصادية غير معلنة،ولم تكن نواياها سليمة.

منذ عام 1967 وحتى بداية الانتفاضة الثانية عام 2000 كان مواطني، اسرائيل وخاصة العرب منهم، يعتمدون في سد العجز عندهم من زيت الزيتون من الضفة الغربية، وربما ان فرق السعر بين الضفة الغربية وما خلف الخط الاخضر هو ايضا سبب لاعتماد المواطنين العرب وتفضيلهم شراء زيت الزيتون من معاصر الضفة الغربية مباشرة غالب الاحيان ، اذ تشير الاحصائيات ان حوالي 7 – 9 الاف طن من زيت الزيتون من انتاج الضفة الغربية، كان يباع خلف الخط الاخضر قبل اتفاقيات اوسلو. و قدوم السلطة وقيام الدولة .

بدأت اسرائيل في تطوير حقول زيتون مروي ومزارع مكثفة، ليتضاعف انتاجها من زيتون المائدة وزيت الزيتون ليصل الى مرحلة الاكتفاء الذاتي،ورغم ذلك فان لهم” كوتا زيت زيتون و زيتون مائدة ” من الاردن الحبيب من خلال اتفاقيات وادي عربة ، فانهم يحصلوا على 900 طن من زيت الزيتون بدون جمارك ولا ضريبة، يوزع على التجار في اسرائيل ، وكمية تتراوح بين 3 الاف طن الى 13 الف طن زيتون للتخليل يتم استيراده من الاردن … وهذه الكمية خاضعة لقرار معالي وزير الزراعة الاردني وما يراه مناسبا لمصلحة الاقتصاد والمزارع الاردني . وليس من حقنا ان نبدي اي رأي حول هذه الاتفاقيات ، رغم اننا نحن المتضررين من كمية زيتون المائدة ، لان ما يتم استيراده فعليا ليس زيتون مائدة وانما زيتون من اجل انتاج زيت الزيتون والقسم الاعظم ان لم يكن جميع الكمية يتم نهريبها الى الضفة الغربية … واقول يتم تهريبها، يعني لم تحصل على اي اذن ادخال من الجهات الرسمية الحكومية الفلسطينية .

نحن في الضفة الغربية ، في المواسم العادية الطبيعية فاننا نمتلك اكتفاء ذاتي فائض من زيت الزيتون ولكننا وسنويا يوجد عندنا عجز في زيتون التخليل ، ويتم استيراده من احدى ثلاثة مصادر وهي اسرائيل او الاردن او مصر …. وكمية زيتون المائدة التي نستوردها في الضفة الغربية ويتم تصنيعها وتخليلها في مصانع الضفة الغربية فان ما يزيد عن 90% منها يعاد تصديرها الى اسرائيل … يعني نستوردها زيتون خام من اسرائيل او اي مصدر اخر نقوم بتصنيعها في الضفة الغربية ومن ثم يتم اعادة بيعها الى اسرائيل … فكلا الطرفين ربحان ومستفيد . ولكن في هذا السياق فان انتاج اسرائيل من زيتون المائدة التي يتم تصنيعها في اسرائيل ، عندما يتم تدريجها الى الفئات الثلاثة او الخمسة ، فهناك صنف البرارة وهو غير صالح للتخليل …. ويجب عليهم التخلص منه ،وربما يتم دفع مبالغ عالية من اجل التخلص من هذه الكميات ….. فمع الاسف يتم تجميع هذه الكميات في مستوطنات متواجدة على اراضي في الضفة الغربية …. ويتم تهريب هذه الكميات الى معاصر في الضفة الغربية ليتم عصرها في اوقات مبكرة وقبل بداية الموسم وتكوم هناك فرصة لوجود زبت زيتون بكر مبكر القطف وباسعار تكاد تكون متدنية جدا مقارنة مع السوق .

الخلاصة : يتضرر قطاع الزيتون الفلسطيني من :

1- استيراد اسرائيل كميات زيت زيتون للسوق الاسرائيلي ولكن في الحقيقة، يتم تهريبها او القسم الاعظم منها الى الاسواق الفلسطينية . حيث ان فروق الاسعار تؤثر ويتعكس الاثر على المزارع .

2- برارة الزيتون” زيتون التخليل ” التي يتم تجميعها من كامل اسرائيل، الى مستوطنات معروفة على ارضي محافظة سلفيت والتي بدوها يتم عصرها في نفس المحافظة ، لاتها لا تحتاج الى تصاريح نقل بين المحافظات.

3- الزيتون الذي يتم استيراده من الاردن الى اسرائيل القسم الاكبر منه يتم تهريبه الى الضفة الغربية .

4- الزيت المغشوش والزيت المخصص للصناعة والذ ي ايضا يتم تهريبه يمثل مشكلة صحية واقتصادية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى